يلاحظ معظم الناس أن أسعار تذاكر السفر الدولية بالطائرة تفوق بكثير أسعار تذاكر السفر بالطائرة الداخلية. ففي سوريا مثلاً نلاحظ أن سعر الرحلة الجوية لمقطع واحد إلى بيروت التي تبعد عن دمشق حوالي 100كم يبلغ حوالي 80 دولار، بينما يبلغ سعر الرحلة إلى اللاذقية التي تبعد عن دمشق 360 كم يبلغ 10 دولار فقط
إن ارتفاع أسعار النقل الجوي الدولي عن أسعار النقل الجوي الداخلي يعود إلى ارتفاع تكلفة الرحلات الجوية الدولية عن مثيلاتها الداخلية.
في الواقع هناك مصاريف تتكلفها شركات الطيران، مثل أسعار الطائرات والمنشآت والآليات والمطارات ونسبة استهلاكها وأجور الركب الطائر والموظفين والعاملين وأجور الصيانة والإصلاح وأسعار الوقود وأسعار المنشورات والإعلانات وأسعار مبيت الركب الطائر ورسوم العبور ومبيت الطائرات في المطارات والرسوم المتوجبة لمنظمات الطيران العالمية الخ ... وهذه المصاريف تتكلفها شركات الطيران سواء في التشغيل الداخلي أم في التشغيل الدولي. ولكن في التشغيل الدولي نجد أن هذه المصاريف تزيد عن مثيلاتها في التشغيل الداخلي، علاوة عن نفقات أخرى إضافية تصرفها شركات الطيران في التشغيل الدولي. فمثلاً المسافات الجوية الدولية غالباً ما تكون أطول من المسافات الجوية الداخلية مما يعني زيادة في استهلاك الوقود وفي كبر طراز الطائرة, كما أن رسوم العبور ورسوم استخدام المطارات تكون أكبر في الرحلات الدولية نظراً لاستخدام أجواء ومطارات دول أخرى (في بعض الحالات النادرة تستخدم شركات الطيران أجواء دول أخرى لعبور طائراتها في الرحلات الداخلية)، أما مصاريف مبيت الركب الطائر من طيارين ومضيفين جويين (في الرحلات الطويلة تلجأ معظم شركات الطيران إلى أسلوب مبيت الركب الطائر حتى الرحلة التالية حيث يُستبدلون بالركب الجديد و هكذا ...) فتكون مرتفعة علاوة عن مصاريف الجيب التي تمنح لهم (ولا ننسى أن الركب الطائر في الرحلات الداخلية يبيتون في دولتهم نفسها وقد يكون عنوان إقامتهم في نفس المدينة التي يسافرون إليها), هذا الإضافة إلى أن بعض شركات الطيران قد تفتتح مكاتب لها في بعض الدول حتى التي لا تصل إليها طائراتها لتقوم بالحجز عندما تكون لديها اتفاقية نقل مشترك مع شركات أخرى مما يكبدها مصاريف إضافية.