تعتبرهذه الفلسفة الجديدة و المبتكرة في التعامل مع النبتتة الطبية منهجية مغايرة و مخالفة لما عهدناه، تسمح لنا في التحكم في العمل، مع إعطاء كل ذي حقّ حقه ( للجسم مكانته و مسؤوليته و للوسيلة العلاجية لها خصالها و نجاعتها بشمولية عناصرها الفعالة).
فالمنهجية الغربية هي أساس إبتعادنا على النبتة الطبية كوسيلة علاجية ، و اصبحت المادة الكيماوية اهم وسيلة علاجية في الترسانة الدوائية للطب الغربي الحديث و حثتنا على تبني الأدوية المصنعة .
لا ننكر ان العوامل العديدة ساهمت في ابتعاد الطب الألوباتي على النبتة الطبية، من بين هاته العوامل، ماهي خاصة بالنبتة ذاتها : صعوبة التحكم في مفعولها و تقنين جرعاتها مصدر آثار جانبية متعددة و متشعبة جعلت استعمال الخلاصة الكاملة للنبتة ُصُدفّيٌٍُِّْ و غير محقق، و منها ما هي تعود إلى كيفية إكتساب الثقة في الدواء النباتي بصفة علمية و دقيقة بتحديد مصدره النباتي والتكرير التقني لمفعوله ، و كذلك صعوبة خزنه و جعل توفيره سهلا للصيدلاني و كذلك للمريض.
منذ ما يقرب من عقدين ، ثلة من الأطباء و الصيادلة الفرنسيين و بعض المخابر المختصة اهتموا بهذا الدواء النباتي فدرسوه و طوروه و استنبطوا له أشكال قالونية وفق المعايير و المقاييس العلمية جعلت منه دواء سهل التداول و ذو كيفية و نوعية صيدلانية تضاهي المادة الكيماوية في جودتها الصناعية.
إن مدخرات أمنا الأرض من الأعشاب الطبية لا تحصى و لا تعد ، والنبتة الطبية كانت دوما،و ما تزال، مصدر إلهام العلماء و الباحثين ومنطلق أبحاثهم و تجاربهم لإستكشاف أو صنع مواد فعالة جديدة تُغيث ما تم صنعه و إكتشافه. مع الإشارة الى ندارة المواد الكيماوية المصنعة و النصف مصنعة في السنوات الأخيرة.
بعض النباتات المعروفة بميزة هامة و معينة يمكن لها ، في بعض الحالات، أن تعوض كليا المادة الكيماوية شرط استعمالها بطريقة علمية و على أشكال قالونية حديثة أما استعمالها بطرق العادات و التقاليد قطعا لا يسمح لها مزاحمة المادة الكيماوية في مفعولها . كما نشير عند استعمال الدواء النباتي على شكله العلمي الحديث و وفق منهجية الطب الألوباتي أي النبتة الفلانية للأعراض الفلانية فإن آثاره الجانبية تضاهي أيضا آلأثار الجانبية للمادة الكيماوية. كما توجد بعض النباتات القليلة التي تفوق قدرات المادة الكيماوية و يمكن لها تعويضها بصفة حقيقية.