تريد أن تعرف لماذا سميت مستشفى العظام بهذا الأسم ... مستشفى الرازي. فالبعض منا لايعرف لماذا نخلد هذا الاسم في تاريخ الطب. ولماذا نعتز بوضع اسمه على إحدى الصروح الطبية بوزارة الصحة بدولة الكويت. إنه أبوبكر الرازي الذي عاش في العصر العباسي الثاني..و ظهر في بغداد ايام الخليفه المعتضد في نصف القرن التاسع الميلادي
وقد انشأ المعتضد مستشفى "البمارستان العضدي" ببغداد و قد استشار الرازي في المكان الامثل لانشائها فطلب الرازي ان يعلق في كل ناحيه من جوانب بغداد قطعة كبيرة من اللحم و اختار الناحيه التي لم يفسد فيها اللحم لاقامة المستشفى عليها... وطبعا اختار هذه الناحية لأنها تعتبر أقل مكان ممكن أن يحدث فيه تلوث حيث ربط الرازي بين فساد اللحم ووجود البكتيريا التي قد تسبب التلوث في الجو والتي قد تسبب أيضا تلوث الجروح للمرضى داخل المستشفى... وهذا البموقف يدل على حكمة الرازي في اختيار مكان المستشفى من وجهة النظر الطبية.
و قد ُلد الرازي سنة 251 هجريه وهو اول من استخدم الموسيقى كاسلوب من اساليب العلاج الطبي عندما لاحظ تأثيرها في تخفيف الالم عند المرضى وحتى يومنا هذا تدل الأبحاث الغربية على نجاح العلاج بالموسيقى اقتداءا بفكر الرازي. وهو أيضا اول من عرف اثر الضوء في حدقة العين وهو اول من استخدم مركبات الرصاص في صنع المراهم واول من توصل لاستخدام الخيوط المصنوعه من امعاء الحيوانات كالقطط في خياطة الجروح و كان يقول ""ان الخيوط المصنوعه من الامعاء يمتصها الجسم لتصير جزء منه" ومازالت تلك الأنواع من الخيوط تستخدم حتى يومنا هذا وتسمى " Catgut " .
وكان الرازي هو اول من امتاز بدقة الملاحظات السريريه و اشار لأهميتها"و هي دراسة سير المرض و تتبع حالة المريض. وقد ُعين الرازي مديرا للبيمارستان العضدي و كان مشهورا جدا و كان يأتي إليه المرضى من جميع انحاء العالم إلتماسا للشفاء. كما كان الرازي يقوم بتجريب الادويه على الحيوانات قبل اعطاؤها للمرضى كما كان بارعا في علوم الكيمياء فعمل طبيبا و صيدلانيا في نفس الوقت وكان بارا كريما بالناس يعالج الفقراء بالمجان. يقال ان له اكثر من مائة كتاب و غيرها من رسائل و مقالات في الطبيعه و الرياضه و النجوم و الفلسفه و الكيمياء ومن اشهر كتبه كتاب" الحاوي في الطب"و قد كتب ايضا كتابا من اجل الفقراء الذين لا يستطيعون احضار الطبيب لتشخيص حالتهم ووصف الدواء .. الكتاب اسمه"من لا يحضره الطبيب" و اطلق عليه كتاب طب الفقراء. توفى الرازي سنة 313 هجريه تاركا خلفه علما غزيرا وكتبا في شتى المجالات وسيرة عطرة في تاريخ الطب العربي.