يعرف الصخر بأنه وحدة تركيب القشرة الأرضية. وهو مادة طبيعية صلبة تتكون، أساساً، من غير معدن، أي هو خليط يراوح عددها بين خمسة وعشرة معادن. إلا أن هناك بعض الصخور، تتكون من معدن واحد، مثل صخر الدولومايت Dolomite. وبعض آخر مكون من مواد عضوية، مثل الفحم الجيري.
وتقسم الصخور، عادة، إلى أقسام رئيسية، هي: الصخور النارية التي تبلورت من الصهير؛ والصخور الرسوبية المشتقة من أنواع الصخر الأخرى من طريق التجوية، ثم النقل، ثم الإرساب، ثم التصحر؛ والصخور المتحولة التي تعرضت لضغط وحرارة عاليين فتغير تركيبها المعدني وبناؤها عن الصخر الأصلي، الذي تحولت منه والذي قد يكون صخراً نارياً أو متحولاً أو رسوبياً.
1. دورة الصخور The Rock Cycle
يعد مفهوم دورة الصخور أحد الأساليب، لفهم العلاقات المتبادلة بين أنواعها الرئيسية، والعمليات المسؤولة عن تحويل نوع منها إلى آخرا.
وأول أنواع الصخور، هي الصخور النارية، التي تتكون عندما تبرد المواد المائعة، المسماة ماجما، ثم تتجمد (تتبلور). وعملية التبلور هذه، قد تحدث تحت سطح الأرض، أو بعدما تخرج الماجما إلى السطح، على شكل انفجار بركاني. وعندما تصبح الصخور النارية مكشوفة على سطح الأرض، تتعرض للتجوية، التي تعمل، مع تعاقب الأيام، على تفتيت هذه الصخور وتحليلها. ونواتج التجوية هذه، تنقل بعوامل التعرية المختلفة، مثل: المياه الجارية، والجليد الزاحف، والرياح، والأمواج؛ ثم ترسب في المحيطات، على شكل طبقات، ومن ثم تصبح صخوراً متماسكة بفعل ضغط وزن الرواسب فوق هذه الطبقات أو بفعل ترسب المواد اللاحمة في المسام بين الرواسب. ويعرف هذا النوع من الصخور بالصخور الرسوبية. وعندما تندفن هذه الصخور، في الأعماق، أو عندما تدخل في ما يسمى بعمليات تكوين الجبال، تتعرض لضغط وحرارة عاليين، يجعلانها تتكيف معهما؛ فتتحول إلى نوع آخر من الصخور، يسمى الصخور المتحولة. وعندما يزداد الضغط والحرارة على الصخور المتحولة، فإنها تتحول إلى صهير، يعود ويتبلور، مرة ثانية، على شكل صخور نارية.
وهذه الدورة للصخور، ربما لا تكون كاملة، كما ذكر آنفاً؛ بل قد تسلك بعض الطرق القصيرة، ، على شكل أسهم متقطعة. فالصخور النارية، مثلاً، ربما لا تتعرض للتجوية والتعرية، وهي على سطح الأرض؛ وإنما تتعرض لضغط وحرارة عاليين، وهي لمّا تزل تحت السطح؛ فتتغير إلى صخور متحولة. كما أن الصخور الرسوبية، والصخور المتحولة، والرواسب غير المتلاحمة قد تنكشف على سطح الأرض، وتتعرض للتجوية، ثم التعرية والإرساب؛ فتصبح صخوراً ر