إن قطاع النقل والمواصلات كغيره من القطاعات وجد اهتمامًا ملحوظًا من بناة دولة الاتحاد؛ فهم يدركون أهمية موقعها على طول الساحل الجنوبي للخليج العربي، وإطلالة إمارتها الفجيرة على ساحل خليج عمان، ومجاورتها للملكة العربية السعودية وقطر وعمان، وتوسطها بين قارات العالم؛ مما جعل منها طريقًا آمنًا للانتقال والتجارة.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة تشكل جزءًا لا يتجزأ تاريخيًا وجغرافيًا من منطقة الخليج العربي التي تتمتع بموقع استراتيجي هام؛ جعلها منذ القدم مركزًا للتبادل التجاري والحضاري، ومهّد لقيام حضارات متعددة ومتعاقبة، وقد كانت تأتيها السفن من الهند والصين وترسو في موانئها ؛ لتفرغ ما حملته من منتوجات تلك البلاد، ثم تعود إلى بلادها محملة بمنتوجات المنطقة، وأغلى ما كانت تحمله اللؤلؤ.
ولأن هذا الموقع الجغرافي كان متميزًا بكل المقاييس فقد طمعت القوى الاستعمارية فيه ؛ وقد سجل التاريخ محاولة السيطرة على الخليج العربي، واستغلال موقعه التجاري الهام ؛ فهو أفضل الطرق وأقربها إلى الهند وشرق آسيا.
إن هذا الموقع الجغرافي الهام أسهم في تنشيط حركة النقل البحري منذ زمن بعيد، ولمّا أنعم الله - سبحانه- على البلاد بثروة النفط ؛ بدأت الموانئ البرية والجوية تأخذ حقها من الرعاية والاهتمام؛ حتى أصبحت منافسًا قويًا للموانئ البحرية التي مازال يشار إليها بالبنان عند ذكر الموانئ البحرية في أي بلد من بلاد العالم .
